مرحبا بكم  بيان حول - مؤتمر الحوار الوطني - في تونس  أطلقوا سراح كافة المعتقلين السياسيين بالمغرب    كارل ماركس : العمل المأجور والرأسمال  فريدريك إنجلز : خطوط أولية لنقد الاقتصاد السياسي ماو تسي تونغ : كيف نحلل الطبقات في الريف
jeudi 24 octobre 2013
05:56

غسان كنفاني ، عن كتاب حرب العصابات لماوتسي تونغ


 غسان كنفاني ، عن كتاب حرب العصابات لماوتسي تونغ

يقول زعيم الأدب المقاوم " غسان كنفاني " عن كتاب حرب العصابات لماوتسي تونغ التالي ::
"من يتبرع بهذا الكتاب للفدائيين؟" 

غسان كنفاني عن كتاب حرب العصابات لــ ماوتسي تونغ .

"أفضل ما يستطيع عربي ثريّ أن يفعل هذه الأيام , هو أن يشتري خمسة اّلاف نسخة من كتاب "حرب العصابات " بقلم المعلِّم ماوتسي يونغ , و يوزّعها ذات اليمين و ذات اليسار على كلّ فدائي عامل , و كل من يعرف بأنّه عاجلاً أو اّجلاً سوف يصير فدائياً !

ثمن النسخة الواحدة ليرتان , و أنا متأكد أنَّ دار الطَّليعة الّتي نشرته سوف تبيعه لمشروع من هذا النوع بسعر أقلّ . و في رأيي أنَّ هذا الكتيب الصغير الّذي يمكن أن يوضع في كيس الرّصاص , أو في جيب البزّة العسكريّة , يوازي في أهميته البندقيَّة الرّشاشة الّتي هي الصّديق اللأوّل و الأخير للفدائي!

و هذا الكتاب الّذي لم يترجم قبل الاّن للعربية , يختلف عن كلّ الكتب الّتي بحثت في الموضوع ذاته , فهو لا يتفلسف و لا يتفذلك , لا يناقش ولا يجادل ,إنّه يضع دستور حرب العصابات ببساطة , أولاً و ثانياً و ثالثاً , من طق طق لسلامو عليكم .

في صفحاته الــ 140 يتحدّث أستاذ حرب العصابات ماوتسي تونغ , بجمل قصيرة و واضحة , عن الصيغة العمليَّ لقتال الأنصار , أو الفدائيين أو مقاتلي جيش التحرير الشعبي , بادئاً من كيف يتعيّن على الإنسان المقاتل أن يحمل الحجر و السكّين و الرّشاش منتهياً إلى أصول التّثقيف السّياسي في وسط المقاتلين .

في هذا الكتّيب الصّغير , الّذي لا يمكن لأحد أن يقدِّر قيمته العمليّة , يتّحدث ماوتسي يونغ عن كلّ عناصر و تكتيك حروب العصابات , عن التّنظيم , و المهمّات , و العمليات , و الهجوم المفاجىّ , و المخابرات و الكمائن , و الهجمات على وحدات التموين , و على وحدات المواصلات , و تنظيم شبكة الاتصالات و تدمير الشّبكات المعادية , و أمكنة الاختباء , و أصول التوقّف , و التّدريب , و العمل السياسي .

إنّه كرّجل صيني مجرّب , يتحدّث كقائد حكيم أكثر ممَّا يتحدّث كفيلسوف نظري , إنّه لا يهمل حتّى الإشارة إلى وزن رزمة القرطاسيّة التي يتعين على وحدة مقاتلة أن تحملها , ولا ينسى أن يصفَ أفضلَ الأمكنة لنصب الكمين , ولا حتَّى فنّالقتال بالشّائعات!

يقول , مثلاً : "إنَّ القوّة المروعة الّتي تمتلكها وحدةُ العصابات لا تعتمد بلا شكّ اعتماداً كلّياً على قوتها العدديَّة , و لكن على استخدامها للهجمات , المفاجئة و الكمائن , كأن تثير الضّجيج في الشرق و تضرب في الغرب " .

يضع ماو الدّستور البسيط التالي :
"عندما يتقدّم العدّو نتقهقر , و عندما يتراجع نطارده , و عندما يتوقف نناوشه , و حين يتعب نسحقه ".

و هذه المبادئ التكتيكيَّة تخدم في الواقع أساساً استراتيجيَّاً واضحاً , يصفه ماو كما يلي :
"إنَّ الغاية النهائية لحرب العصابات هي نزع سلاح العدّو بالتأكيد و تدمير طاقته القتالية و استرداد الأراضي الّتي احتلّها و إنقاذ أخوتنا الّذين يدوسهم تحت أقدامه (أتراه يتحدّث عن 5 حزيران ؟) و لكن حين لا يكون ممكناً تحقيق هذا الهدف , بسبب ظروف موضوعيَّة و عوامل أخرى من أنواع مختلفة , يحدث أحياناً أنَّ المناطق الّتي لا تتأثر بالقتال يسيطر عليها العدّو بكلّ هدوء . إنّ هذا يجب ألاِّ يحدث . و بسبب هذه الإمكانية , يجب أن نفكّر بأساليب لإيقاع تخريب اقتصادي و سياسي في هذه المناطق , و تدمير وسائل المواصلات , و حتى تكون أرضنا , مع أنَّ العدّو احتلّها , غير مفيدة له , و لهذا يصمّم على الانسحاب بمبادرته الخاصّة ".

و لننتبه الاّن إلى هذا المقطع العملي , و البساطة المذهلة الّتي يضع فيها ماو خارطة العمل , يقول :
"يجب أن نراعي في حرب العصابات هذا المبدأ : (( إنَّ كسب الأرض ليس سبباً للفرح , و خسارة الأرض ليست سبباً للأسف )). إنَّ خسارة الأرض أو المدن ليس ذات أهمّية , إنَّ الشّيء الهام هو اكتشاف الأساليب لتدمير العدّو . فاذا كانت قدرة العدّو الفعّالة لا تتناقص , حتّى إذا احتللنا المدن , فسنكون غير قادرين على الاحتفاظ بها , و بالعكس , فحين تكون قوّاتنا الخاصّة غير كافية فإنّنا عندما نتنازل عن المدن فسيكون لدينا الأمل باسترجاعها , و أنّه من غير المناسب كلّياً أن ندافع عن المدن إلى الحد الأقصى , لأنّ هذا يقود فقط إلى التضحية بقوتّتنا الفعّالة ".

إذا لم أكن مخطئاً فإنَّ هذا الكتاب أهمّ كتاب أنتجته دور النشَر العربيَّة الّتي أغرقت الأسواق خلال العام الماضي يكتّب عن حروب العصابات . بوسعنا ببساطة أنْ نصف هذا الكتاب بأنّه "كتاب الفدائي" , يجب أن يحمله مع جعبة الرّصاص , و الطّعام , و البوصلة (خصوصاً البوصلة ) . إنّه دستور عملي , تماماً مثل كتالوج المدفع الرّشاش , و هو جزء لا يتجزأ من التّدريب , وسأكون مندهساً حقاً إذا لم يكن تحت وسادة كل فدائي نسخة منه .

و أنا أسف إذ أبدو و كأنّني أنشر دعاية هوجاء لدار الطّلعية . فالحقيقة أنّ الترجمة ليست من الدرجة الأولى , و كان بالوسع أن نقدّم ترجمة أكثر دقّة و وضوحاً لو عهد بهذا العمل إلى اختصاصي بالشؤون العسكرية خصوصاً و أنَّ الكتاب الّذي ألقاه ماوتسي تونغ كمحاضرات للمقاتلين أثناء حرب التّحرير ضدّ الإحتلال الياباني للصّين , يحتاج الى دراسة مرفقة بالهوامش , و استنتاجات يستخلصها المترجم من الأساس لتضحي ملائمة للحالة العسكرية المعاصرة .
فماو يتحدّث كثيراً في كتابه عن الخيل , و قوافل التموين , و مخازن الحبوب , و ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ حديثاً من هذا النوع كان يتجه مباشرةً الى مقاتلين يواجهون الحالة الّتي يتحدّث عنها حرفيّاً , من حيث المبدأ لا يتغير شيء , أمَّا من حيث التّفاصيل فإنَّ مترجماً عسكرياً له اطلاع على تطوّرات حروب العصابات يستطيع أن يضع في الهوامش , البدائل المناسبة .

و رغم كلّ هذه النّواقص

, يظلّ الكتاب في الحقيقة ثروة لا غنى عنها , و نظلّ بحاجة إلى رجل ثريّ و متحمّس , يشتري اّلاف النّسخ منه , و يوزّعها على المنظّمات الفلسطينيّة مجاناً , و له الشُكر و الثّواب ... و الدّعاية !

غسان كنفاني 15 / 5 /1978

لا تنسي الاشتراك في الموقع ليصلك كل جديد

اشترك في القائمة البريدية ر

أشترك ليصلك جديد المواضيع!

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire